أ. ذكريات حميد
للمعلم دور كبير في صناعة حياة الطلاب، فإذا كنت معلما تتعامل مع طلبة ذوي الاعاقة ففرصتك كبيرة وعظيمة في تطوير الجانب الانساني لديهم، الذي غالباً لا يكون من ضمن سلم أولويات بعض المعلمين. وأنت كمعلم يمكنك مساعدتهم لجعل ثقتهم بأنفسهم أفضل وتساهم في تحسين صورتهم الذاتية،التي عادة ما تكون ضعيفة وهشة.
كذلك يمكنك تعزيز تعاملك الانساني من خلال طريقة كلامك معهم، فتكلمهم بطريقة تنم عن الاحترام والتقدير كأن تنظر في أعينهم، وتعبر بلحن لا يحمل نبرة القسوة أو الاستهزاء، مستخدماً كلمات تدل على المحبة الإنسانية والاهتمام، وتساعدهم من خلال ذلك أن يروا إنسانيتهم أولا قبل إعاقتهم التي كثيراً ما يركزون عليها في المرتبة الأولى، فإنك بذلك تصنع فرقا كبيرا ومؤثرا في حياتهم.
إن الأطفال والمراهقين ذوي الاعاقة لديهم مشاعر لا تختلف عن أقرانهم غير المعاقين، فهم يشعرون بنفس المشاعر ويحسون بها سواء كانت مشاعر حزن،أوفرح،أوغضب،أوغيرها. ولا شأن للإعاقة بذلك،فالإحساس هو من الميزات التي وهبها الله لكل إنسان تختلف طريقة الاستجابة لها فقط من فرد لآخر.
كما أن التركيز على التعامل الانساني مع الأطفال والمراهقين ذوي الاعاقة لا يعني معاملتهم معاملة مختلفة عن بقية أقرانهم كتدليلهم، وغض الطرف عن أخطائهم وعدم مساعدتهم على التعلم منها، والموافقة على كل شيء يفعلونه حتى لو كان غير جيد، ففي ذلك ضرر كبير عليهم. إن الاتزان في التعامل الانساني يعني التعامل دون إفراط أو تفريط، فلا قسوة وعدم مبالاة، ولا تدليل أو عدم محاسبة على الأخطاء، ذلك يساعد على تشكيل شخصية قوية رصينة.
إن المعلم الذي يساهم في تعزيز ثقة الاطفال والمراهقين ذوي الإعاقة بأنفسهم، هو معلم مميز لأنه ساعد في إحياء إنسان من خلال ترسيخه فكرة جوهرية للمعاق وهي إنه إنسان كامل الانسانية، ولا شأن للإعاقة في تقليل هذه الانسانية، فهي تولد مع كل إنسان سواء كان معاقا أو غير معاق.