المقالات

بين الأمس واليوم

بقلم أ.فضيلة حمّاد

 

" سارع الأب ... إلى ابنه بخوف شديد ليخرج رأسه من الماء في حادثة كادت أنْ تكون نتائجها مخيفة لو لم يُلاحظها ، فقد كان ابنه .. يلتقط أنفاسه بصعوبة،  في ذات اللحظة تحدث معه ، ليعرف سبب إقدامه على مثل هذا الأمر، لتكون الصدمة بأنه تحدٍ منتشر في منصات التواصل الاجتماعي، وهذا التحدي يدعو الأطفال للبقاء تحت الماء لمدةأطول..وبلغته البريئة يقول الطفل “فكرتها لعبة حلوة” مثل ما شفتها على "التيك توك" ولكن خفت كثيراً لما جربتها".

بماذا نغذّي عقول أبنائنا؟

عندما كنت جالسة في قاعة الانتظار في  إحدى المستشفيات، جلستْ بقربي طفلة خفيفة الظل ذات ثلاث سنوات تقريباً ، وكانت تحمل في يدها كيس من البطاطا ( شبس)،وكانت بين الفينة والأخرى تلتفت لي وتبتسم، بينما والدتها كانت تستلم وصفة الدواء لها ، وعندما انتهت الأم من أخذ الوصفة الطبية، جاءت لتصطحب ابنتها للمنزل وأثناء عودة الطفلة للبيت أقبل إليها طفلٌ صغير يقارب عمرها فابتسمت في وجهه ، وناولته حبة من كيس البطاطا  وأدخلتها  مباشرة في فمه  ثم انصرفت ، شاهدت أم الطفل هذا المشهد فانزعجت كثيراً من سلوك الطفلة وجذبت طفلها بقوة من ذراعيه وقالت له بنبرّة حاده: لماذا يا صغيري قبلت أن تأكل من يدها ؟  وهمت بأن تلقي بما أكله خارج فم صغيرها.

 

كن رجلاً

طاهرة شوقي 

كلمات مثل: كن رجلاً، توقف عن البكاء!، هذا السلوك أو هذه اللعبة للبنات فقط، لا تكن مائعاً أو دليعاً، لا تتصرف كالفتيات... وأخرى من الكلمات التي فيها من السُخرية أوالغِلظة، هناك من يستنكرها عند سماعه لها أول مرة، ومن جانب آخر هناك من يدعون لمعاملة الولد تماماً مثل البنت، من ناحية طريقة التعبير عن مشاعره، طريقة تهدئته واحتوائه، وتفهم ميوله في اختياراته للألوان والملابس التي يفضلها وغيرها.

كفالة اليتيم من زاوية أخرى

د. رنا الصيرفي

 

أولى الإسلام اهتماما كبيرًا بموضوع كفالة اليتيم، ولكافل اليتيم منزلة وأجر كبير، وكفالة اليتيم تشمل العديد من الجوانب مثل الجانب الاقتصادي والاجتماعي والمعنوي، وغيرها من الجوانب.

هناك أيضًا زاوية مهمة لكفالة اليتيم، فعندما تفقد الأسرة الأب، فهي تفقد العنصر والنموذج الذكوري في الأسرة، المهم في تشكيل الهوية الذكورية لأبنائها الصغار. فالأطفال الأولاد يحتاجون إلى نموذج ذكوري يتعلمون منه الرجولة، وهو أساسي في تشكيل هويتهم الجنسية، وهو ما لا تستطيع الأم توفيره.

الإنسان المُعّلم

أ.ذكريات  سند

يذهب كل يوم إلى دوامه في الوقت المحدد، هو ملتزم بأوقات الدوام الرسمي، مواظب على أداء المهام الموكلة إليه، يؤدي كل الأعمال في وقتها المطلوب ونادرا ما يتأخر في تسليمها، ورغم امتداح الإدارة إليه ونعته بالموظف المثالي، كان يستشعر بين الفينة والأخرى شيئا ناقصا بداخله فيبحث عن المصادر الخارجية المادية لعله يغطي شعور النقص لديه.

اتصلوا لأمي لأستئذنها

 أ. فضيلة حمّاد

في يوم التجمع العائلي وبعد الانتهاء من وجبة الغذاء، وأخذ استراحة، خرج مجموعة من أطفال العائلة مع عاملات المنزل للشراء من البقالة المجاورة، إلا إن  سمير رفض الذهاب معهم، ولما سُئل عن السبب قال لأن أمي لا ترضى أن أذهب للبقالة، وطلبت مني استئذانها في حال طلب مني أحد الذهاب معه.

 ولأن سمير كان يرغب في الذهاب معهم  قال "أتصلوا لأمي لأستئذنها"، وأصّر على موقفه حتى تم الاتصال لها وأخبرها  برغبته للذهاب معهم، خاصةً مع وجود العاملات، تحدثت معه وتشاورا وشكرته على إخبارها

دع ابنك يُعبّر عن مشاعره كي لا تجمد

أ.فضيلة حمّاد

جاء سليم مسرعاً لأبيه حاملاً في يده رسمة رسم فيها كعكة جميلة وسط بستان من الورود،  وكتب بجانبها "بابا عيد ملاد سعد " فرح الأب برسمة ابنه وشكره، ولكنه انتبه للأخطاء الإملائية في عبارة " بابا عيد ملاد  سعد" فقال له يابني ان ملاد لاتُكتب هكذا عليك أن تضع حرف الياء بعد الميم لتصبح " ميلاد" وكلمة سعد  لا تُكتب هكذا يابني فضع حرف الياء بعد حرف العين لتصبح " سعيد".

أحفظ سري يا أبي

أ. فضيلة حمّاد

هل جربت أن قلت لأحدٍ سراً خاصاً بك وعرفت بعد ذلك بأنه أفشاه؟ ماهو شعورك؟ هل ستثق به وتقول له سراً مرة ثانية؟ أم إنك ستتردد؟

قد مر معظمنا بهكذا موقف وشعرنا بشعور غير مريح، فكيف بالأطفال اذا أخبروا آبائهم بأمور خاصة واكتشفوا إفشائها للآخرين.

اذا خلص البسكويت خبريني

أ.فضيلة حماد

سأحكي لكم أقصوصة حدثت معي شخصياً فقد كنت جالسة مع أسرتي وإذا بطفلة عمرها ثمان سنوات تقترب مني وتُقدم لي "علبة بسكويت" قائلةً " هذه هدية مني إليك. فرحت بهديتها، وإستانست بعطيتها التي عنت لي الكثير .فاحتضنتها وشكرتها

وتساءلت مع نفسي كيف عرفت إنني أحب هذا البسكويت؟ إلا إنها قاطعتني لتجيبني وكأنها عرفت سؤالي، فقالت أتعرفين لماذا أعطيتك هذا البسكويت لأنني شاهدتك الأسبوع الماضي تأكلينه وعرفت أنك تحبينه، وفعلاً تذكرت إنها كانت بجانبي عندما كنت آكله.

وأكمل أقصوصتي معكم ..

خطوات للتواصل الحيوي مع الأبناء

أ. شفيقة الغسرة 

مع تحديات وصعوبة الحياة ازدادت الضغوطات على الوالدين فأصبح تحقيق التوازن بين التربية وتلبية المتطلبات المعيشية مطلبًا مهما للحفاظ على قوام الأسرة وسد أي ثغرة يتسلل منها أي خطر يداهم هذه الأسرة الصغيرة.

التواصل الحي يعد من المهارات التربوية الضرورية لأنه يساعد على فهم الوالدين لأبنائهم والتعرف على حاجاتهم وطريقة تفكيرهم عن طريق الحوار ومشاركة الأفكار والتفاهم على الأمور التي يستطيعون المشاركة فيها ولا تؤدي إلى خرق قوانين الأسرة، فتنمو بذلك شخصيتهم الاجتماعية والمعرفية وتزيد ثقتهم بأنفسهم وتتعمق العلاقة الأبوية والانتماء الاسري وتتوازن صحتهم النفسية نتيجة شعورهم بالأمن والاستقرار.

تحقيق ذلك لا يبدو سهلا لكن هناك خطوات بسيطة تساعد الآباء على مد حبل الوصال الأسري في ظل تحديات ومتطلبات الحياة المتسارعة، لتحفيز وترطيب العلاقات بين أفراد الأسرة.

الأسئلة الخلاقة

أ.طاهرة شوقي 

إن كل فكرة عظيمة بدأت بسؤال، تلك اللأسئلة الخلاقة التي تحرر مداركنا من معوقاتها وتحرك المياه الراكدة وتطلق العنان للمخيلة للبحث والتقصي والاستكشاف.

هل نحفز أطفالنا على طرح (كل الاسئلة)؟ وكيف يسألونها؟ هل هو لمجرد السؤال؟ فضول أو (تفلسف)؟ أم هو حقا سؤال لتحفيز الوعي وزيادة الإدراك؟ فيكون للسؤال هدف وقيمة حقيقية.
قبل أن نجيب على هذه الأسئلة نحتاج كمربين أن نراجع أسئلتنا اليومية الاعتيادية، ماهي المجالات التي أكثر السؤال فيها؟ وهل أسأل لأجادل مثلا واثبت أني على الصواب والآخر على خطأ وذلك بكثرة طرح الاسئلة التي تربك الآخر (فأحشره في زاوية كما يقولون)؟ أو أطرح أسئلة لأنني (كسول) ولا أريد البحث؟ أو أسأل أسئلة توصلني لطرق مظلمة أو نهايات مغلقة؟ وكيف تكون صياغتي لهذه الأسئلة؟
طريقتنا في طرح الاسئلة كمربين ننقلها بشكل تلقائي للأبناء، فحتى لو كانت اسئلة يومية اعتيادية: أين قميصي؟ فهل سألت قبل أن أبحث أنا بنفسي عن القميص؟

غائب رغم حضوره

أ. نجاح اسماعيل

اعتاد على الدخول لمنزله عبوس الوجه، وكأن هموم الدنيا قد حملها على عاتقه، وعندما يهمّ بفتح الباب، تكادُ تسمع طقطقة أرجل أبنائه، كل واحد منهم تراه يذهب لغرفته، فلقد اعتادوا على ما سيكون عليه الحال بعد عودته، إنه سيّلا من الصراخ والتأفف، ومن ثم يبدأ برنامجه المتكرر، فبعد أن تناول وجبة الغذاء، وقد قدّم لزوجته التعليقات والملاحظات، تراه مرتميًا على أريكته ، وعندما يفتح عينيه بعد غفوة أخذها، يبدأ في تصفح جوّاله، وبعد هنيئة ، يخرج أطفاله من جحورهم، لعل أعصابه قد سكنت وهدأت، وحسُن مزاجه، وعندما يراهم، تراه لا يأبه بحضورهم، بل يبقى متصفحًا لهاتفه، وعندما يُحدثونه يقدّم تعليقًا ساخرًا، أو نصيحة لاذعة، حينها ينظر كل منهم للآخر، تاركين موقعهم معه.

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على