أ. فضيلة حمّاد
هل جربت أن قلت لأحدٍ سراً خاصاً بك وعرفت بعد ذلك بأنه أفشاه؟ ماهو شعورك؟ هل ستثق به وتقول له سراً مرة ثانية؟ أم إنك ستتردد؟
قد مر معظمنا بهكذا موقف وشعرنا بشعور غير مريح، فكيف بالأطفال اذا أخبروا آبائهم بأمور خاصة واكتشفوا إفشائها للآخرين.
لنبدأ أقصوصتنا " أحفظ سري يا أبي" لتوضيح ذلك " رجع وليد من المدرسة مسرعاً نحو أبيه ليخبره بخبر سعيد وبأن الأستاذ جميل قال له أنت ولد شاطر ومهذب وسوف يتم تكريمك يوم الخميس مع الطلبة المتفوقين، وأوصّى أباه بأن هذا الخبر خاص به فلا يُخبر أحد، خاصةً إنه خجلاً ويفكر في تلك اللحظة التي سوف يتم تكريمه أمام الآخرين، فرح الأب من هذا الخبر ودعا لإبنه بالتوفيق والنجاح.
في اليوم الثاني زار الأب مجموعة من الأصدقاء، وبينما وليد جالساَ في غرفته استرق سمعه وبدون قصد كلمات أبيه لأصدقائه، حيث سمعه يقول " سوف أقول لكم خبراً عن إبني وليد فيوم أمس جاء ليخبرني بأن الأستاذ جميل يريد تكريمه مع الطلبة المتفوقين وتخيلوا إنه لايريد مني أن أخبر أحداً.
تأثر وليد كثيراً وتمنى لو إن أباه احتفظ بسره، وسانده، لأنه دائم التفكير في تلك اللحظة التي سوف يُكّرم فيها، وقال في قرارة نفسه، كيف أثق بأبي مرة ثانية لأقول له أخباري الخاصة؟
همسة أبوية:
- الآباء أحياناً وبدون قصد يفشون أخبار أبنائهم الخاصة لأصدقائهم أو أفراد الأسرة دون معرفة تبعات ذلك في زعزعة ثقة أبنائهم بهم.
- الأبناء يثقون بآبائهم ويعتبرونهم المحضن الآمن لأسرارهم فمن المهم الاحتفاظ بها لكي يشعروا بالأمان
- افشاء أسرار أبنائنا يقلل ثقتهم بنا فيلجؤوا لآخرين، مما يُعرضهم لاعتداءات وابتزازات من قبلهم
- قد يكون الخبر الخاص بأبنائنا جميلاً ولكن مادام أبنائنا متحرجين من معرفة الآخرين له فعلينا الاحتفاظ به