المقالات

الحب المسؤول

بقلم أ. فضيلة حمّاد

 

في الشهر الماضي، وضعت محتوى على حسابي الشخصي حول أهمية وجود العمات والخالات في حياة أبناء الأخ والأخت، وذلك لإيماني العميق بدورهن الفاعل في حمايتهم وبناء شخصياتهم. وقد كتبت حينها: “تستطيع العمات والخالات تهيئة أرضية خصبة لتفعيل دورهنَّ في حماية أبناء الأخ والأخت، من خلال تعزيز بعض المهارات والقيم الإنسانية فيهم.”

بعد نشري لهذا المحتوى، تواصلت معي إحدى الأمهات معربة عن استيائها. كتبت: “العمات والخالات أحياناً يخرّبون أبنائنا ويوفّرون لهم كل ما يضرهم من أطعمة غير صحية وأجهزة ذكية، والقائمة تطول…” كانت تعرف مدى حبهم الكبير لأبنائها، لكنها تمنت أن يعبروا عن هذا الحب بطرق مفيدة، لا مضرّة.

استوقفتني عبارتها، وتذكرتُ أننّا كعمات وخالات، وكل قريب دائم التواجد مع الأبناء، أحياناً نسمح لمشاعرنا بالسيطرة على تصرفاتنا، فنحقق رغباتهم دون التفكير في عواقب ما نفعل. قد يكون ذلك بدافع محبتنا لهم، لكننا قد نسيء التصرّف بدون قصد.

صوت الحماية

بقلم أ. فضيلة حمّاد

 

كنت أشاهد فيلماً وثائقياً، وشدني فيه المشهد التالي: مجموعة من الطيور مستمتعة بأكلها معاً، وفجأة بدأت تطير واحداً بعد الآخر، وإذا بسنجاب يظهر من تحت الأشجار ليحل محلهم ويأكل أكلهم.

لقد أصدر السنجاب صوتاً قبل خروجه من بين الأشجار، وبمجرد إحساس الطيور بالخوف والخطر تصرفت وهربت لتحمي نفسها.

أحياناً يكون أبناؤنا في وضعٍ خطرٍ أو مؤذٍ، ويسمعون صوتًا داخلهم ينبههم بأن هناك خطر يستلزم الحذر، أو بأن الوضع غير صحيح، أو أن ما يقال غير لائق، إلا أن بعضهم يتجاهل تلك الأصوات، خاصة حين يقضون وقتاً ممتعاً أومثيراً، فيعمدون على إخماد  إحساسهم  وصوتهم الداخلي.

البحث عن الخوف الصامت؟

بقلم د. سرور قاروني

 

حقيقةٌ نحنُ لا نخافُ من الارتفاعات، بل من السقوط. ولا من الظلام، بل مما نتوهم بأنّه موجود في الظلام، ولا نخاف من بناء علاقات جديدة، بل من أن تكسر قلوبنا ويتم رفضنا في مرحلة ما من تلك العلاقات. نحن لا نخاف من المقدمات، بل من النتائج المحتملة.

عندما يخافُ أبناؤنا من أمرٍ ما، فَهُمْ في الغالب لا يعرفون كيف يعبرون عن حقيقة الخوف والمتمثل بالنتائج المؤذية، بل يرفضون المقدمات، مما يجعل الأمر يبدو وكأنّها مخاوف بلا منطق. فنتناقش معهم ونصرُّ على أنّ المقدمات اعتيادية لا تخيف، بينما الخوف يكمن في مكان آخر خارج عن موضوع النقاش فنبدو وكأنّنا أقنعناهم، ولكن الحقيقة هي أننا كرّسنا الخوف أكثر إذ تم إضافة عامل آخر للخوف وهو: “والدي لا يفهمون ما يخيفني. وحين يقع الحدث المخيف أنا وحدي ليس لدي أحد يساندني”.

كم ربطة في ذهن أبنائنا ؟

بقلم أ. فضيلة حمّاد

 

نتجمع كأفراد أسرة في بيت أختي يوم الخميس من كل أسبوع، وقد وافق أن ذهبت إلى بيتهم يوم الاثنين، وما إن دخل عليّ حفيدها نظر إليَّ بنظرةٍ استغرابٍ قائلاً “خالة هل اليوم الخميس”؟

فأجبته بل الاثنين، نظر إليَّ وكأنه يودُّ أن يقول لي لما أنتِ هنا؟ فأنتِ لا تأتين بيتنا يوم الاثنين!

قد يكون سؤاله بناءً على معطيات صحيحة وثابته “ إنَّ يوم الخميس هو يوم تجمّع الأسرة” وإنّ وجودي في يوم آخر قد سبب له تشويشا، ومثل هذا التشويش يكون مؤقتاً لا تأثير سلبي عليه، إنما قد يكون بحاجة لفك ما علق بذهنه، وإنّ إمكانية  تجمّع الأسرة قد في أي يوم ولا يقتصر على يوم الخميس.

فكم من ربطة غير سليمة عُقدت في أذهان أبنائنا؟

هل عاملة المنزل تُعيق تكوين جيل مسؤول؟

بقلم  أ. فضيلة حمّاد

 

زارت طفلة بنت خالتها التي هي في عمرها، ولاحظت إنَّ ابنة خالتها تعتمد بشكل كبير على العاملة في المنزل، فحين تأكل تترك صحنها مع ما فيه من طعام لحين حضور العاملة، فاندهشت مما رأته، ودارت في رأسها أسئلة كثيرة:

هل مع وجود عاملة علينا ألاَّ نقوم بشيء؟ هل ما تفعله ابنة خالتها هو الصحيح، هل عليها أن تفعل مثلها؟

لقد بتنا في زمن لا يخلو بيت من وجود عاملة، يعتمد عليها معظم الآباء في ممارسة الأعمال المنزلية من كنس وطبخ وتنظيف، خاصة مع خروجهم للعمل، ولكن من الجيد أن يحرص الآباء بأن لا يكون وجود العاملة معيقاً لتحمّل أبنائهم لمسؤولياتهم.

قد يؤدي الاعتماد المفرط على العاملة إلى نقص في شعور الطفل بالمسؤولية، وزيادة اللامبالاة، وقلة الحركة، وإذا كبر يكون دائم البحث عمّن يساعده لأنه

هل لديك مكان في ذكريات أبنائك؟

بقلم د. سرور قاروني

 

الذكريات ُجزءٌ أصيلٌ من هويتنا. وللكيفية التي نفسرُّ بها أحداث تلك الذكريات أثرًا مباشرًا على مشاعرنا وعلاقاتنا وقراراتنا اليوم.

هل تذكرتَ وأنت تقرأُ هذه السطور ذكريات  من ماضيك لأحداث ممزوجة بمشاعر لما رأيت وسمعت؟ هل هناك شبه بينها وبين نوعية ذكريات أبنائنا اليوم؟

فالكثير من الأبناء يمضون أوقاتًا على الفضاء الافتراضي بممارسات مختلفة منها الألعاب الجماعية التي تتضمن أفرادًا من شتى أنحاء العالم، ونظارات محاكاة الواقع، والتي بالتأكيد هي محاكاة لواقع افتراضي ما، وليست الواقع الحقيقي.

فأبناؤنا يعيشون في هذا الواقع الافتراضي أحداثًا تثير لديهم مشاعر وحالات مختلفة بها من المخاوف والآمال والتحديات الكثير. وتفرز أجسامهم الهرمونات المرتبطة بكل شعور وكأنّ تلك الأحداث حقيقية فعلًا. ويبنون لهم ذكريات من تلك الأحداث وتحفر في ذاكرتهم.  ولكن… مَنْ هم أبطال هذه الذاكرة؟ وما هو الدرس المستفاد وما هو الإثراء في شخصياتهم؟ ومَنْ كان موجودًا معهم فيها ليتحدث معهم عنها وعن معانيها؟ وهل في هذه الذاكرة ما يمكن نقله للأبناء والأحفاد مستقبلًا؟

الصديق قبل الطريق مقولة … كيف نُعززها في أبنائنا؟

بقلم  أ. فضيلة حمّاد

 

الصديق قبل الطريق مقولة محفّزة كنا نُذّكر بعضنا بها، ونُمارسها أحياناً في بعض المواقف الحياتية، فمثلاً كنا نحرص على أن يكون الصديق الذي سيرافقنا في الطريق لرحلة، أو سفر ما، أن يكون هذا الصديق يتميز بمواصفات وأخلاق فاضلة،  كنا نتشوق للصديق المحب، والمرح، والمبادر، والمتعاون الذي يجعل من رحلتنا رحلة ممتعة ومريحة تقل فيها المشاكل. 

ما الذي يملؤك؟

بقلم أ. نجاح اسماعيل

 

منذ سنوات مضت، ذهبت لتقديم  تعزية في وفاة والدة إحدى الصديقات ، وفي خضم الأجواء الحزينة، السائدة في ذلك المكان ، كانت تعلو صيحات إحدى بنات الفقيدة بالذكر السيئ لإحدى قريباتهم التي كانت على غير وفاق مع الأم المتوفاة رحمة الله عليها، وبصوت عال تتبعها صرخات ، كانت تقول: أمي قالت لنا٠٠٠٠٠ ، أمي خبرتنا٠٠٠٠٠، وكان حديثها عن تلك القريبة، فأخذت تردد: نحن نعرف كل شيء حول ما فعلته لوالدتنا، وهي السبب في وفاتها، صمت الجميع، وخيّم الهدوء على المكان، وظهرت علامات التعجب على من كان حاضرًا.

بعد عودتي للمنزل، أخذت أفكر، وأتساءل: لماذا كان هذا حاضرًا في ذهن الفتاة في هذا الوقت بالذات؟ خاصةً أنّ الوضع غير مناسب لبث هذه الشكوى!  وكيف كانت مسيرة هذه الأم رحمة الله عليها مع بناتها؟  وهل لها دور في هذا الشحن الذي تغلغل في قلوب من سمعنّها من أخواتها ولم يحركنّ ساكنا، بل كانت تمتماتهمن تدل على القبول؟ وما هو دوري أنا كأم  في زرع أفكار كهذه، ونموها في أبنائي؟

منال وعالمُها الافتراضي

بقلم أ. فضيلة حمّاد

 

مع انتشار مرض كوفيد 19 أصيبت “منال” بعدوى المرض من زميلتها في المدرسة، وكانت هي الوحيدة في أسرتها، فخاف أبويها من تأثير المرض على صحتها، مما جعلهما يُوفّران بعض الأطعمة والمضادات التي تقويها، ولكن هنالك شيئاَ آخر كان يُقلقهما وهو كيف ستبقى “منال” طوال فترة الحجر وحيدة في غرفتها؟ وما الذي بإمكانهما فعله ليكونا على تواصل دائم معها؟ كوضع برنامج مفيد ومسلٍ تنشغل به، فلا تشعر بالملل والوحدة.

وبعد مضي يومين تقريباً على إصابتها اكتشف أبويها خلالها بأن ابنتهما لم تكن كما توقعا، كشعورها  بالملل والوحدة، بل كانا يسمعانها تدردش مع أشخاص، وأحياناً تضحك بصوت عالٍ، وكلما أرادا التواصل معها، تقول لهما لا تقلقا عليّ إنني مرتاحة جداً، ولا أشعر بما تُفكران به، وهذا أثرَّ سلباً على مشاعرهما وكيف فضلت عدم تواصلهما الذي خططا له.

العودة للمدارس من زاوية مختلفة

بقلم أ . فضيلة حماد 

 

كم كنا نتشوق للعام الدراسي الجديد عندما كنا صغاراً، خاصةً اليوم الأول، وكم كنا نفرح بالملابس والأدوات التي يوفرها لنا آبائنا حتى أننا نتمنى أن تقصر ليلة أول يوم دراسي ليهّل علينا الصباح، فنكون متشوقين للبس الملابس المدرسية الجديدة وحمل حقيبتنا للذهاب للمدرسة.

 

وما أن يبدأ الفصل الدراسي وتمر الأيام وإذا بالبعض منا يصبح متثاقلاً للذهاب للمدرسة، لا تغريه الملابس ولا الأدوات الجديدة، لأنها لم تحمه من التحديات التي يتعرض لها ، فهو يفتقد إلى المستلزمات والأدوات التي يستند عليها لمواجهة تلك التحديات، والتي هي أقل بكثير من التحديات التي يتعرض لها أبنائنا في زماننا الحاضر.

تشكيل الهوية الفطرية (الجنسية) للطفل متى؟

بقلم د.رنا الصيرفي 

 

يعتقد البعض عندما يسمع مصطلح الهوية الفطرية أو الجنسية، بمعنى أن يتعرف الطفل على هويته كذكر أو أنثى، بأنه إما أمر لا يجب التفكير فيه فهو تلقائي أو أنه أمر نحتاج أن نفكر فيه ونهتم بأمره عند اقتراب الطفل من سن البلوغ.

ولكن الهويات بشكل عام هي قواعد أساسية لدى الإنسان، لذلك فإنها تتشكل منذ سنوات حياته الأولى.. فالهوية الجنسية تبدأ  بالتشكل في سنٍ حرج أي من عمر السنة والنصف حتى الثالثة  كما يراها د. نيكولوسي  (عالم نفس أمريكي متخصص في هذا المجال) فتأخذ في التشكل بتأثيرات كثيرة، وليست فقط بناءً على جنسه عند ولادته، حتى يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ حيث يكتمل تشكلها. 

ميزان الكلمات

بقلم أ. شفيقة الغسرة

 

كل ماهو موزون مضمون عندما أخبز خبزاً ذات قوامٍ طريٍ وهشٍ أشعر بالفخر والسعادة لهذا الإنجاز نتاج الموازين الدقيقة في مقاديره باستخدام ميزان حساس يضمن نجاحه، وباتباع الطرق الصحيحة في عمليات العجن والتخمير والخبز.

 

وكلنا نحتاج لهذا الميزان في كل مواقفنا ومعاملاتنا لنضمن جودة العلاقات فيما بيننا، والحاجة له ماسة وضرورية في التعامل بيننا ، وفي العلاقة بيننا وبين أطفالنا أيضاً .

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على