بقلم د. سرور قاروني
الذكريات ُجزءٌ أصيلٌ من هويتنا. وللكيفية التي نفسرُّ بها أحداث تلك الذكريات أثرًا مباشرًا على مشاعرنا وعلاقاتنا وقراراتنا اليوم.
هل تذكرتَ وأنت تقرأُ هذه السطور ذكريات من ماضيك لأحداث ممزوجة بمشاعر لما رأيت وسمعت؟ هل هناك شبه بينها وبين نوعية ذكريات أبنائنا اليوم؟
فالكثير من الأبناء يمضون أوقاتًا على الفضاء الافتراضي بممارسات مختلفة منها الألعاب الجماعية التي تتضمن أفرادًا من شتى أنحاء العالم، ونظارات محاكاة الواقع، والتي بالتأكيد هي محاكاة لواقع افتراضي ما، وليست الواقع الحقيقي.
فأبناؤنا يعيشون في هذا الواقع الافتراضي أحداثًا تثير لديهم مشاعر وحالات مختلفة بها من المخاوف والآمال والتحديات الكثير. وتفرز أجسامهم الهرمونات المرتبطة بكل شعور وكأنّ تلك الأحداث حقيقية فعلًا. ويبنون لهم ذكريات من تلك الأحداث وتحفر في ذاكرتهم. ولكن… مَنْ هم أبطال هذه الذاكرة؟ وما هو الدرس المستفاد وما هو الإثراء في شخصياتهم؟ ومَنْ كان موجودًا معهم فيها ليتحدث معهم عنها وعن معانيها؟ وهل في هذه الذاكرة ما يمكن نقله للأبناء والأحفاد مستقبلًا؟