بقلم أ . فضيلة حماد
كم كنا نتشوق للعام الدراسي الجديد عندما كنا صغاراً، خاصةً اليوم الأول، وكم كنا نفرح بالملابس والأدوات التي يوفرها لنا آبائنا حتى أننا نتمنى أن تقصر ليلة أول يوم دراسي ليهّل علينا الصباح، فنكون متشوقين للبس الملابس المدرسية الجديدة وحمل حقيبتنا للذهاب للمدرسة.
وما أن يبدأ الفصل الدراسي وتمر الأيام وإذا بالبعض منا يصبح متثاقلاً للذهاب للمدرسة، لا تغريه الملابس ولا الأدوات الجديدة، لأنها لم تحمه من التحديات التي يتعرض لها ، فهو يفتقد إلى المستلزمات والأدوات التي يستند عليها لمواجهة تلك التحديات، والتي هي أقل بكثير من التحديات التي يتعرض لها أبنائنا في زماننا الحاضر.
إن معظم الآباء سواء في زماننا الماضي، أو الحاضر، يكونون على أهبة الاستعداد ويبدلون جهداً بتخصيص ميزانية لتوفير الأدوات والملابس المدرسية، والوجبات لأبنائهم، ومساعدتهم على التكيف مع تغيير مواعيد نومهم، واستيقاظهم، وكل هذا الحرص نابعاً من محبتهم الكبيرة لأبنائهم واهتمامهم بهم، وتطلعّهم لرؤيتهم بسعادة أكثر.
ومن الجيد النظر تجاه عودة الأبناء للمدرسة بزاوية مختلفة، بتوفير كل ما يُساعدهم للتكيف مع ظروف التغيير في المدرسة، ومواجهة أي تحدٍ يتعرضون له بتنمية بعض المهارات الحياتية التي تُساهم في بناء الشخصية وغرس القيم والأخلاق الفاضلة فيهم وإليكم بعض المواقف الحياتية التالية قد يمر بها أبنائك أو ببعضها:
قد يكون الأبناء مستجدين في المدرسة قد انتقلوا من عالم الروضة إلى عالم المدرسة المختلف تماماً وهم بحاجة لنا كآباء لمساعدتهم للتعامل مع الوضع الجديد، وغرس الأمان في قلوبهم، والتواصل معهم بعد رجوعهم من المدرسة لمعرفة كيف كان يومهم الدراسي فتكون فرصة لمساعدتهم.
وقد يكون بعضهم قد تم نقله من مدرسته القديمة لمدرسة جديدة وفقدوا أصدقاء قدامى لهم، وهم بحاجة لأصدقاء جدد ليشعروا معهم بالاطمئنان، لذا فهم بحاجة لنا لمساعدتهم على كيفية اختيار الصديق الجيد الذي يحمل مواصفات قيمية، والبحث عن أصدقاء يشعرون معهم بالارتياح.
وقد يتعرض الأبناء لتنمر واستقواء وسخرية وهم بحاجة لنا لتعزيز مهارات القوة والحماية بإكسابهم مهارات يستطيعون وقاية أنفسهم من التنمر بتدريبهم على ما يقوي شخصيتهم ويقيهم من أذى الآخرين كلبس الهندام المرتب والمشي مستقيمي الظهر وإخبار آبائهم بما يحدث لهم أثناء يومهم الدراسي. والتواصل المستمر مع الإرشاد في المدرسة وغيرها.
و قد يكون الأبناء متنمرين ومؤذين للآخرين من حولهم أو يتلفظون بكلمات غير لائقة وهم بحاجة لمن يُشجعهم في أن يكون وجودهم مصدر خير وأمان للآخرين من خلال قيم المشاركة والتعاون والاحترام.