بقلم أ. فضيلة حمّاد
الامتنان سمة جميلة يشعر صاحبها بسعادة كبيرة وسلاماً مع نفسه ومع الآخرين، وأبناؤنا أحوج ما يكونون لاكتسابها لما لها من تأثيرات إيجابية، فلقد توصلت إحدى الدراسات إلى: ” أنَّ المراهقين الذين يشعرون بالامتنان هم أكثر سعادةً من أقرانهم الأقل امتناناً، ومن جانبٍ آخر فهم أقلُ عرضة لتعاطي المخدرات والكحول، وكذلك أقل عرضة للمشكلات السلوكية في المدرسة من أقرانهم الأقل امتناناً.
إنَّ عيش أبنائنا شعور الامتنان وشكر النعم من حولهم يأتي لهم بمشاعر إيجابية بعيدةً عن التوتر والقلق، ويساعدهم في بناء علاقات أفضل مع زملائهم، فقول شكراً للآخرين يُحفزهم لتكوين علاقات مع قائليها” كما أنهم قد يتمتعون بمستوى عالٍ من النشاط” فلقد كشفت الدراسات العلمية أنَّ الطلاب الذين يسجلون الأشياء الممتنون لها في دفاترهم يتمتعون بأعلى مستويات الفطنة والنشاط مقارنة ببقية زملائهم في الفصل”.
ومن بين الخطوات المهمة لغرس شعور الامتنان لدى أبنائنا :
كن قدوة لأبنائك واستشعر النعم وأنت تقوم بها فعندما تأكل احمدْ الله واشكره على نعمة التذوق والطعام، ولاحظ الأشياء الجميلة في حياتك وكن ممتناً لها، واشكر نعمة الصحة، وقدّر الشخص الذي ينظف المنزل فعندما يرى الأبناء نموذجهم الأمثل بهذا السلوك فإنّ احتمالية اكتسابهم صفة الامتنان تكون بصورةٍ أكبر.
اجلس مع أبنائك واطلب منهم عدّ النعم المحيطة بهم كنعمة “البيت، وجود الأهل، الأكل الشرب والأهل والأصدقاء …”
لاتستثني شكر النعم التي يظنون أنها صغيرة وإنها من مستحقاتهم كشراء الملابس أو الأدوات المدرسية.
اطلب منهم أن يكونوا ممتنين لمن يقدمون لهم خدمة كعاملة المنزل بقولهم “شكرًا لكِ على وجودك معنا، أو يُعبّرون لها بكتابة رسالة شكر”
عوّدهم الشكر والامتنان في يومياتهم وعند القيام بأعمالهم الحياتية فعندما يلعبون الرياضة يستشعرون نعمة الجسد، وعندما يقرأون ويفكرون يستشعرون نعمة العقل.