المقالات

القوة لدى الأطفال

د. رنا الصيرفي

يتعلق الأطفال في كثير من الأحيان بالشخصيات الكارتونية التي لديها قوة خارقة مثل "سوبرمان"،"شريك"، "الفتيات الخارقات"، ويحلمون بأن يكونوا مثلها. فالقوة من الأمور التي تستهوي الكثير من الأطفال، وقد ينعكس ذلك في تعاملهم مع أقرانهم، فيلجؤون للقوة بشكل أو بآخر.

ويستطيع المربون مساعدة أطفالهم على التعرف على نوع آخر مهم من القوة، وهي قوة العقل، والتي من المهم أن يوليها الأطفال الاهتمام كباقي أنواع القوى، فمهما بدت أنواع القوة الأخرى فاعلة، إلا أن قوة العقل أهم وأكثر فاعلية.

وبالإمكان مناقشة موضوع القوة مع الأطفال من زوايا مختلفة ومقارنة قوة العقل بالقوى الأخرى. فيما يلي بعض النواحي التي يمكن التطرق لها مع الأطفال عند مناقشة موضوع القوة:

من ناحية فإن في قوة العقل مجالات الاستفادة منها واسعة ومتنوعة، فهي تساهم في تطور المهارات المختلفة، وتساعد على التصرف بصورة أكثر حكمة في التحديات أو المواقف الصعبة، في حين أن القوى الأخرى ينحصر استخدامها في مجالات محددة فقط.

من ناحية أخرى فإن قوة العقل غالباً ما تتغلب على أنواع القوى الأخرى، وكمثال بسيط للأطفال: هناك العديد من الحيوانات التي تزيد قوتها على قوة الإنسان، وبعضها مثل النمر المرقط من الحيوانات القوية والسريعة أيضاً، إلا أن الإنسان يستطيع أن يتغلب عليها بعقله، فيطور ما هو أقوى وأسرع من هذه الحيوانات.

كما أن استخدام القوى الأخرى قد يأتي بنتائج ايجابية، وقد لا يأتي، وبل وأحياناً يزيد الوضع سوءًا. وكمثال على ذلك الطفل الذي يستخدم القوة العضلية في حل الخلاف بين متعاركين، فقد ينجح في فك العراك، ولكن غالباً ما يزيد العراك والضرب الأمر سوءًا. فعوضاَ عن حل الخلاف والذي قد يحتاج إلى قوة عقلية، فإنه يتفاقم.

أما بالنسبة لتأثير القوى الأخرى ففي كثير من الأحيان يكون التأثير مؤقت يزول بزوال تلك القوى، في حين أن تأثير القوة العقلية يكون أكثر استدامة وإن لم يكن فورياً مثل القوى الأخرى.

إن تعرف الطفل على قوة العقل يساعده في النظر لموضوع القوة من زوايا مختلفة، ولا تنحصر في ناحية محددة. كما أنها تؤثر في نظرته لنفسه وقوته وأنه هو أيضاً قوي وإن لم يمتلك قوة كتلك التي يتطلع لها من خلال الأفلام.

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على