أ. شفيقة الغسرة
الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة تكون يومياتهم مليئة بالأنشطة العديدة والمنوعة والتي تتخللها أحياناً بعض الأخطاء. يحدث أحياناً بعض الشجار بين الأطفال أثناء اللعب مع بعضهم وخصوصاً بين الأخوان ، فيضربون بعضهم أو يكسرون ألعاب بعضهم البعض، وقد يسبب هذا الشجار نوعاً من الإزعاج لآبائهم ، وخاصةً عندما يكونون في حاجة للراحة أو عندما يكونون مضغوطين بأمور أخرى أو غيرها من الأسباب ، مما يؤدي ببعض الآباء إلى التلفظ أحياناً على أطفالهم بكلمات غير جيدة ، كوصفهم بأوصاف تنتقص من شخصيتهم وتسخر من شأنهم، أو يصفونهم بأنهم أطفال عنيدون ومشاكسون وعشوائيون وفوضويون ، مما تسبب لهم هذه الألفاظ والكلمات مشاعر مؤلمة ومزعجة.
البعض من الآباء يعتقد أن هذه الكلمات ضرورية لتهدئة الأوضاع أو التوضيح للأبناء بأن هذه التصرفات تزعجهم ، أو يعتقدون أنها تساعدهم على حل مشكلة الشجار بينهم ، ومهما كان اعتقاد الآباء فهم لا يقصدون الأذى لأطفالهم ولكنها في المقابل قد تكون هذه الكلمات مؤلمة ومزعجة وتسبب لهم الأذى .
وعلى الرغم من تألم الأطفال من هذه الكلمات إلا أنها لا تساعدهم على أن يتعرفوا على أخطائهم فيتوقفوا عنها ، لأنهم في أغلب الأحيان لم يدركوا إنها مشكلة مزعجة لآبائهم . لا يعني ذلك أن يتجاهل الآباء أخطاء أطفالهم أو يقللوا من تأثيرها كأخطاء ،ولكن يمكنهم أخذ خطوات تساعد أطفالهم وتنبههم لهذه الأخطاء ، وذلك باختيار الكلمات التي يفهم من خلالها الأطفال المطلوب منهم وهي كالتالي :
- أن تحمل الكلمات معاني الإحترام لشخصيتهم وتوضح أخطاءهم.
- يُنتقذ السلوك ويتم التركيز على تغييره وليس على شخصهم .
- يشعرونهم بأنهم محبوبون ومقبولون حتى لو صدرت منهم أخطاء.
فكلما كانت كلمات الآباء واضحة وموجهة التوجيه الصحيح وتمتاز بالوضوح وتعبر عن المحبة ، كان لها التأثير الإيجابي في تصويب أخطائهم بدون أي أذى وألم .