قيل منذ القدم "يد واحدة لا تصفق" وهي مقولة تختزن معاني جميلة في أهمية المشاركة لإنجاز شيء. فاليد الواحدة لا تستطيع أن تصفق بدون أن تتعاون مع اليد الأخرى. وكذلك اللوحة الفنية لتكون جميلة تحتاج أن يكون بها ألوان أو درجات من الألوان. فاللوحة التي يكون لون قاعدتها أسود واللون الوحيد المستخدم هو أسوداً وبنفس الدرجة أيضاً لن تكون لوحة.
إن هذه مجرد أمثلة على أن بعض الأمور لا يمكن تحقيقها بصورة منفردة فهي تتطلب مشاركة من أكثر من شخص، فكل شخص له إضافته التي تساهم في تحقيق ذلك الشيء .
هذا المفهوم، من المفاهيم المهمة في الحياة وكما يحتاجها الشخص الكبير، يحتاج أن يلم بها الطفل أيضاً، فهو سيحتاجه في مواقف حياته المختلفة، وكذلك في مستقبله. فبعض المواقف التي يتعرض لها تتطلب أن يكون لديه حس المشاركة، ومن المهم تشجيعه وتدريبه على ممارسته.
فقد يرى مع أولاد الجيران، أن السور الذي يقع في واجهة منطقتهم متسخ ويحتاج أن يكون شكله أجمل، فيتفقون على عمل جدارية جميلة يشارك كل فيها برسم جميل. أو قد يجد أحدهم مع بعض أصدقائه من الأقارب أن الأطفال الأصغر سناً في العائلة يحتاجون لبرنامج صيفي مفيد وممتع، فيعملون معاً على مخيم صيفي للأطفال في أحد المنازل.
إن مشاركة الطفل مع الأطفال الآخرين لتحقيق شيء معين ينمى لدى الطفل مهارات التواصل، والتعلم من تجارب وخبرات أقرانه المختلفة. كما يساعده على رؤية نفسه كجزء من مجموعة.
بالإمكان تدريب الطفل على المشاركة مع الآخرين من خلال بعض الأمور البسيطة، فقد يجد مع أخوته أو بعض أصدقائه أن هناك سلوكاً غير مناسب، ويتضايق الكل منه، فيعمدون إلى عمل مسرحية قصيرة، سواء في العائلة أو في النادي مثلاً، توصل رسالة حول السلوك الإيجابي المطلوب.
كما يمكن تعزيز ذلك من خلال المواقف اليومية، فعندما يريد أن يحقق شيئاً ما ويشكو بأنه لا يستطيع ذلك لوحدة، بالإمكان تذكيره بأنه يستطيع المشاركة مع الآخرين. فإذا كان يريد أن يشتري شباك لكرة القدم ليلعب مع جيرانه مثلاً، فبالإمكان تشجيعه بأن يتشارك مع أطفال الجيران أيضاً.
إن مشاركة الطفل مع الآخرين لتحقيق أو انجاز شيء معين، يفتح فرصاً مختلفة للأطفال للتعاون والتعلم من بعضهم البعض، وتقدير بعضهم أيضاً.