المقالات

ليتخطى أطفالنا الفشل

د. رنا الصيرفي

يمر الأطفال أحياناً بمواقف أو تجارب يفشلون فيها. فقد يفشلوا في اجتياز اختبار ما، أو في تحقيق درجات عالية في مادة معينة، أو في تقديم فقرة بصورة شيقة في طابور الصباح، أو في تحقيق فوز في لعبة رياضية، وغيرها من النواحي ...

فالفشل هو عدم تحقيق ما يصبو إليه المرء في شيء محدد، والمهم معرفة أنه ليس هناك فشل عام، أو طفل فاشل، بل هناك تجربة فاشلة أو محادثة فاشلة، أو اختبار فاشل. فتجارب أو مواقف الأطفال الفاشلة تصقل مهاراتهم و تنميها، فكل تجربة تحوي دروساً مهمة، وهي حقيقة أسباب الفشل، وبالتالي يساعد فهمها على تحقيق النجاح في التجارب التي تليها. لذا من المهم التعرف إلى أسباب الفشل لتخطيه، فقد يحتاج الطفل إلى أن يتدرب أكثر، أو أن ينتبه إلى تفصيل معين كان غائباً عنه، أو أن يغير الأسلوب أو الطريقة، وغيرها من النواحي التي أثرت في النتيجة.

و لأن الأطفال غالباً ما يستمدون نظرتهم لأنفسهم ولتجارب الحياة التي يمرون بها من نظرتنا كمربين لهم، لذا فإن إيماننا بقدرتهم على تخطي التجارب الفاشلة، يساعدهم على أن يكونوا أكثر ثقة بقدراتهم، و ردود أفعالنا تجاه تجاربهم تشكل طريقة تعاملهم مع التجارب التي يمرون بها. فعندما نساعدهم على مواجهة التجربة الفاشلة بأن يستجمعوا قواهم ويستعيدوا شجاعتهم للنهوض من جديد، والبدء كرة أخرى، فإننا نكون قد علمناهم مهارة مهمة يحتاجونها في مسيرة حياتهم.

تروي إحدى الأمهات حكايتها: "بعد حصول زوجي على عمل في إحدى الدول الأجنبية، التحقت به مع أطفالي، و أدخلت أطفالي إحدى المدارس. ونظراً لكون لغة ابني الإنجليزية ضعيفة، فقد واجه صعوبة كبيرة في المدرسة. كان يدرس أضعاف الوقت الذي يستغرقه زملاؤه، وكانت درجاته ضعيفة.

كان الوضع صعباً علي أيضاً، أن أرى ابني يفشل في الاختبارات أو يحصل على درجات متدنية، لكنني كنت أشجعه باستمرار. كان يصارع لينجح، وعندما تخبو عزيمته أدفعه لأن يحاول من جديد. لم يكن الأمر سهلاً، لكنه حقق تطوراً ملحوظاً مع نهاية العام، ونال الامتياز في السنوات التي تلتها. إن المهارة الأهم التي اكتسبها هي قدرته على أن ينهض من جديد ليحاول ويواجه الفشل. لقد تركت هذه التجربة أثراً مهما في نفسه، وهو قدرته على تجاوز الفشل مهما كان، فهو ينظر لها بأنها تجربة استطاع أن ينجح فيها بعد عدة محاولات فاشلة، لذا فهو يستطيع أن ينجح في غيرها."

فالتجارب الفاشلة هي العتبات التي تأخذنا للنجاح، فلنساعد أطفالنا على رؤيتها كعتبات، ونعينهم على صعودها للوصول للنجاح الذي يتطلعون إليه.

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على