ترد مركز "كن حراً" العديد من الأسئلة من الأطفال وأولياء الأمور عن مواضيع مختلفة تتعلق بالتنمر، وسيتم عرض سلسلة من المقالات التي تحاول الإجابة باختصار على بعض الأسئلة المتكررة.
مفاهيم في التنمر
يتعرض بعض الأطفال في المدرسة أو في محيطهم الاجتماعي إلى إيذاء من أقرانهم، وقد يكون هذا الإيذاء نتيجة خلاف عابر معهم، وفي حالات أخرى قد يكون نتيجة تعرضهم إلى تنمر من أقرانهم. والتنمر هو أن يُستضعف طفل ويتعرض للإهانة أو الابتزاز من قبل طفل آخر أو مجموعة أطفال.
· ما الفرق بين التنمر والخلاف العابر مع الأصدقاء؟
في حالات التنمر تكون العلاقة بين الطفلين غير سليمة فالطفل يشعر بالخوف والاهانة ولا يرغب في التعامل مع الطفل المتنمر لأنه يؤذيه بشكل أو أكثر من أشكال التنمر سواء بالاعتداء جسدياً عليه مثل الضرب أو الركل، أو الاعتداء العاطفي مثل إطلاق تسميات أو نعته بنعوت بقصد الإهانة والتخويف.
كما أن الطفل المتعرض للتنمر يشعر بعدم القدرة على مواجهة الطفل المتنمر، فيشعر بقلة الحيلة، وأن لا ملجأ إليه ولا خيارات أمامه، وأن المتحكم الوحيد في الوضع هو الطفل المتنمر عليه.
أما الخلافات العابرة فهي تحدث بين أطفال سواء كانو أصدقاء أو زملاء أو أقرباء، ولديهم علاقة متكافئة مع بعضهم البعض، فلا يسيطر أو يتحكم طفل بآخر، ولكن يقع الخلاف أحيانا حول شيء ما وبمجرد زوال سبب الخلاف ترجع العلاقة كما كانت في السابق.
· ما هي صور التنمر؟
التنمر لا ينحصر في شكل معين بل له أشكال مختلفة وقد يتنمر طفل على آخر بأكثر من شكل، ومنها:
o الاعتداء اللفظي:
هو استخدام كلمات مهينة لتحقير الطفل أو الاستهزاء به، مثل الشتم، واستخدام الألفاظ الجارحة لإهانة الطفل أو معتقده أو وضعه الاجتماعي أو أصله أو شكله، أو طبيعة عمل والده أو والدته، وغيرها.
o الاعتداء الجسدي:
هو الايذاء الجسدي سواء بالضرب أو الركل أو الرمي أو اللكم أو الدفع العنيف، وغيرها.
o التحكم في الممتلكات الخاصة بالطفل أو اتلافها:
وهو أن يظهر المتنمر سيطرته على الطفل والتحكّم بممتلكاته سواء بالاستيلاء عليها، والتصرّف بها أو الاستفادة منها، أو إتلافها لإيذاء الطفل فقط، مثل تمزيق الكتب، أو القرطاسية الخاصة بالطفل، أو أخذ مصروفه، أو الطعام الخاص به، أو تمزيق ملابسه، وغيرها.
o العزل الاجتماعي:
وهو أن تقوم مجموعة أطفال، بعزل طفل و تجاهله، وذلك بأن يتحزب مجموعة أطفال ويستثنون طفلاً منها، فلا يسمحون له باللعب أو الجلوس معهم، أو تجاهله.
o التشهير:
وهو نشر معلومات معينة خاصة عن الطفل سواء كانت حقيقية أو غير حقيقية، تنشر كإشاعات بغية إهانته أو الحط من شأنه أو شأن أحد أفراد أسرته.
o التخويف أو الابتزاز العاطفي:
وذلك بأن يطلب من الطفل شيء وإذا لم يقم به فإنه يتعرض للتهديد بنشر شائعات حوله مثلاً، أو بمنعه من اللعب مع الآخرين. تختلف صور الابتزاز ودرجاته فقد يكون الابتزاز في أمور مثل أن يكتب الطفل للطفل المتنمر واجباته، وقد يكون في أمور أكثر خطورة مثل أن يسرق الطفل ليقدم ما يسرقه للطفل المتنمر.
o التنمر على الانترنت أو باستخدام التكنولوجيا:
وهو استخدام تقنيات التواصل الحديثة للتنمر على طفل ما بمختلف الأشكال السابقة الذكر، باستثناء الاعتداء الجسدي. وستتم الإشارة لهذا النوع بالتفصيل خلال الحلقات القادمة.
في الحلقة القادمة سيتناول المقال تأثير التنمر على الطفل، وكيف يمكن معرفة أن الطفل يتعرض للتنمر. إلى اللقاء في الحلقة القادمة.