المقالات

تساؤلات حول التنمر-4

الحلقات السابقة تناولت معنى التنمر، والطفل الأكثر عرضة للتنمر، وكيفية مساعدته، وهذه الحلقة ستتناول الطفل الذي يتنمر ويؤذي أقرانه.

من هو الطفل المتنمِر؟

توجد علامات عامة للمتنمر، ويصعب الحكم على الطفل بأنه متنمر قبل التأكد من ذلك، فالتعامل مع الطفل ووصمه بأنه متنمر فقط لأن لديه علامة من هذه العلامات، يسيء له ويؤثر عليه بدرجة كبيرة، كمن يخطئ في تشخيص مرض شخص فيعطيه أدوية لعلاج مرض هو لا يعاني منه فيتسبب له بمرض آخر.

ومن علامات المتنمر:

• يحب أن يلفت الانتباه إليه.

• لديه عذر لكل خطأ يقوم به.

• يسهل استفزازه.

• يتعامل مع الأطفال الأقل منه عمراً أو قوةً بسخرية وعدم احترام.

• يختلف تعامله مع الأطفال ، فيكون ودوداً مع طفل، و يهين ويستهزئ بآخر، ويتجاهل البعض.

• يحب السيطرة والتحكم في الآخرين.

• يتملق لمن لديه سلطة عليه كالمربي أو المدرس ليتجنب انتقادهم له.

• يكثر الطلب من الآخرين، ويشعر أن من حقه أن يستجيب الآخرون لطلباته.


كيف يمكن معرفة أن الطفل متنمر على أقرانه؟

قد لا يبدو الطفل متنمراً، وقد يلتبس على البعض بأن الطفل المتنمر هو طفل ذو شخصية قوية، في حين أنه في الحقيقة متنمرٌ على أقرانه. ولمعرفة حقيقة الأمر، من المهم زيادة ملاحظة طبيعة علاقاته مع الأطفال الآخرين عن قرب، بسؤال المدرسة عن علاقاته مع زملائه، و ملاحظة طريقة تعامله مع أفراد الأسرة وأصدقائه. وبالإمكان ملاحظة بعض النواحي مثل:

• كون أسلوب الطفل عنيفا مع الآخرين وخاصة مع الأضعف منه أو الأصغر سناً.

• لا يتأثر ولا يهتم لمشاعر الآخرين، ومثال على ذلك: إذا وقع طفل أو تأذى فإنه لا يكترث ولا يساعده.

• يستخدم كلمات غير لائقة فيها استعلاء على الآخرين أو إهانة لهم.

• يتعامل بأنانية مفرطة واضحة تسلب الآخرين حقوقهم، وقد يشتكي بعض الأطفال من إيذائه أو تسلطه أو ضربه فهذا جرس إنذار يستوجب الانتباه.


ما الذي يجعل الطفل متنمراً؟

التنمر هي صفة مكتسبة، يتعلمها الطفل من البيئة التي ينشأ فيها، سواء في المنزل أو المدرسة، أو غيرها. وهناك أسباب كثيرة لتنمر الطفل على أقرانه، ومنها:

• أن يكون الطفل المتنمر هو نفسه ضحية تنمر، فينسخ السلوك الذي تعرض له، كأن يكون ضحية تنمر في المدرسة فيسعى للتنمر على طفل يبدو أضعف منه في العائلة، ويتعامل معه بالطريقة ذاتها.

• أن يكون الطفل المتنمر ضحية اعتداء عاطفي أو جسدي أو إهمال ، فيعاني في المنزل مثلاً من الضرب أو الشتم المستمر فتترسخ لديه أن هذه الطريقة هي التي يجب أن يتم التعامل بها مع الآخرين، وخاصة الأضعف أو الأصغر سناً.

• أن يعاني الطفل المتنمر من العنف الأسري، فهو يرى أن والدته تتعرض للعنف سواء الجسدي أو العاطفي، وتستجيب لطلبات والده بعدها، فيأخذ ذلك كنموذج للحصول على ما يريد من الأطفال الآخرين.

• تشجيع الطفل الغير مباشر على إيذاء الأطفال الآخرين، فقد يشعر الطفل بأنه مميز بعد أن استطاع أن يغلب طفلاً آخر وجعله يبكي، لأنه حصل على تعليق بأنه قوي جراء ذلك الموقف ، مثلاً أو قد يرى ضحك أحد والديه عندما شتم أحد الأطفال كنوع من الموافقة على عمله. وهذا يشجعه على ممارسة التنمرو يرسخه في ذهنه ، ولا يرى أي ضير في تكراره.

ما هي البيئة المحفزة للتنمر؟

هناك بيئات معينة تحفز تنمر بعض الأطفال على أقرانهم مثل:

• التربية التي تتسم بالقسوة واستخدام العنف سواء بالضرب وغيرها من صور الإيذاء الجسدي، أو الكلمات الجارحة والمهينة، فهذه تحفز الطفل على أن يتعامل بالمثل مع أقرانه، وقد يختار أن يلعب مع الأطفال الذين هم أصغر منه ليشعر بأنه قوي، ويستطيع فرض سيطرته عليهم.

• طبيعة العلاقة الأسرية لها الأثر الأكبر في تحفيز التنمر لدى الطفل، فالأسرة التي تكون طبيعة العلاقات بين أفرادها جافة ولا تتمتع بالمحبة والاهتمام لمشاعر أفرادها أو الآخرين، غالباً ما يتحفز أبناؤهاعلى التنمر. فالطفل الذي لا يجد من يهتم بمشاعره سواء في أوقات الفرح أو الحزن، أو لا يرى اهتماماً لما يتعرض له من مواقف سواء في المنزل أو المدرسة أو أماكن التجمع، فإنه ينشأ على عدم إعارة الاهتمام لمشاعر الآخرين من حوله، وبالتالي فإنه يقوم بإيذاء الآخرين دون أن يهتز له جفن .

• الأسرة التي لا تحاسب ابنها على إيذاء الآخرين، أو تتساهل معه تجعل منه ابناً متنمراً يسهل عليه إيذاء الآخرين ، فيتحفز للتنمر عليهم.

• البيئة التي لا تساعد أو لا تسمح للطفل بالتعبير عما يجول في خاطره، أو التي تكبت أفكاره، فلا يجرؤ على التحدث أو مناقشة ما يواجهه وخاصة في النواحي التي قد يختلف فيها المربون في وجهة نظرهم يكون عرضة لهذا النوع من التصرف.


الحلقة القادمة ستتناول تأثير التنمر على المتنمر وكيفية مساعدة الطفل على وقف التنمر.

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على