المقالات

تساؤلات حول التنمر-5

هذه الحلقة تتناول تأثير التنمر على الطفل الذي يتنمر ويؤذي أقرانه، وكيفية مساعدته على وقف التنمر...

ما تأثير التنمر على المتنمر نفسه؟

إن الآثار السلبية التي يخلفها التنمر على الطفل المتنمر كبيرة ولا تقل عن تلك التي يعاني منها الطفل المتعرض للتنمر. فالطفل المتنمر يبني أسلوباً يتعامل به مع الآخرين، ويتخذه منهجاً، فما لم يحصل على أي تقويم أو تعديل له فإنه يستمر على هذا الأسلوب، وكلما استمر كلما تأصل هذا المنهج في التعامل مع الآخرين

وأوجد التأثيرات التالية عليه :

• يجد صعوبة في الاحتفاظ بصداقاته، أو تكوين علاقات سليمة تكون عوناً حقيقياً له في الأزمات، فأغلب العلاقات تكون مبنية إما على الابتزاز أو التسلط أو المصالح المشتركة، وهذا النوع من العلاقات تكون هشة، ولا تصمد أمام تحديات الحياة.

• يلجأ الكثير من المتنمرين إلى استخدام المواد المخدرة أو المسكرة للتعامل مع التحديات التي يواجهونها، وقد ينخرطون في أعمال تخريبية نتيجة بعض العلاقات الغير سليمة.

• يتأثر المستوى الدراسي للطفل المتنمر بشكل سلبي، فيقل تركيزه وينخفض مستواه.

• على المدى البعيد قد يؤثر التنمر في اضطراب العلاقة الزوجية والأسرية المستقبلية.

مساعدة الطفل على وقف التنمر؟

ولوقف تنمر الطفل على أقرانه، من المهم معرفة الأسباب التي أدت إلى تنمره، هل هي طبيعة التربية في المنزل أو شعوره بالضعف أو تعرضه للتنمر من قبل أشخاص آخرين أم انه نتيجة فهم خاطئ بأن ما يقوم به ليس خطأ بل انه مقبول ومحبذ.

إن موضوع التنمر موضوع لا ينبغي التساهل فيه، ويحتاج إلى تدخل فوري لإيقافه. فبعد معرفة السبب، يحتاج الطفل المتنمر أن يعرف جدية الموضوع وأنه لا تهاون في إيقافه، واتخاذ خطوات حاسمة لوقف تنمره على الآخرين، بدون استخدام العنف، فالعنف يولد العنف.

هناك عدة طرق لمساعدة الطفل المتنمر على وقف تنمره:

• من المهم أن يعرف الطفل أثر التنمر على المدى القريب والبعيد على الأطفال الآخرين وعليه شخصياً.

• أخذ خطوات حازمة معه والاتفاق على وقف جميع أشكال التنمر. مع ضرورة المتابعة المستمرة لتنفيذه تلك الخطوات وتقييم التزامه ومعرفة ما إذا كان قد توقف عن ذلك أم لا.

• أهمية إنصاف الأطفال المتنمرين عند الحكم في المواقف المتنازع فيها، بحيث لا يتم اتهامهم جزافاً بالتنمر حتى لا يدفعهم ذلك إلى مزيد من العنف ضد الآخرين بل ينبغي الاستماع إلى الطرفين لمعرفة حيثيات وملابسات الموقف وتجنب التسرع في الحكم لئلا يؤدي إلى نتائج سلبية .

• مساعدته على ايقاظ مشاعره تجاه الأطفال الآخرين بشكل عام، وخاصة أقرانه. فالطفل المتنمر غالباً ما تغيب عنه قوة المشاعر التي يشعر بها الطفل الذي تنمر عليه. وقد تكون إحدى الطرق لمساعدة الطفل المتنمر على الإحساس بمشاعر الآخرين هي تخيل مواقف صعبة يمر بها هو وكيف سيكون شعوره خلالها، ومساعدته بعدها على تفهم مشاعر الآخرين. والأفضل اتخاذ مواقف لم يقم هو بها تجاه الآخرين، لكي لا يكون في صراع بين دفاعه عن نفسه واستشعار مشاعره الحقيقة خلال الموقف.

• تعزيز وترسيخ القيم الإنسانية لديه، مثل احترام المختلف، الكرم، الاهتمام بمشاعر الآخرين، الإيثار، المحبة وغيرها من القيم التي تساعده على بناء قاعدة قوية في تعاملاته مع الآخرين. كما أن جعل هذه القيم من الأساسيات التي تتبناها الأسرة بجميع أفرادها قد يقوي تمسكه بها.

عند مساعدة طفل على وقف التنمر فإننا لا نحمي طفلاً واحداً فقط بل نساهم في حماية الأطفال حوله من أن يقعوا ضحية لتنمره أيضاً. إن الانتباه للطفل المتنمر منذ طفولته ومساعدته على التوقف، يساعده على تجاوز العديد من المشاكل والآثار السلبية التي يصعب تجاوزها في الكبر، كما يساهم في جعله أكثر اهتماماً وتعاطفاً مع الآخرين.

الحلقة القادمة ستتناول التنمر باستخدام التكنولوجيا الحديثة.

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على