أ. فضيلة حماد
محطات نمر بها أثناء تربيتنا لأطفالنا وغرس القيم فيهم ، ومن كل محطةٍ نقطف بذوراً كي نزرعها في حديقة حياتنا الأسرية، لنحصّد أطفالاً يحملون قيما راقية، تمكنهم من العيش مع العالم من حولهم وتساعدهم للوصول للرقي الإنساني .
تلك المحطاتِ هي كل مصدر نستلهمُ منه الأفكار والأساليب والآليات التي لاتعد ولاتحصى، علها تساعدنا في تحقيق مانصبو اليه من غرس القيم الإنسانية في أطفالنا ، فلقد تعددت تلك المصادر ، وسهّلت علينا عملية البحث عن أي معلومة نريدها، فمجرد ضغطة واحدة على حبات الكيبورد، واذا بالمعلومات تنهال علينا كالكم الهائل في كل مانريده من قيم لغرسها في نفوس أطفالنا، بالإضافة لوجود العديد من المصادر الأخرى كالمكتبات والمجلات والصحف اليومية والقنوات الفضائية والكثير الكثير والتي باتت متيسرة لكل فئة من فئات المجتمع .
ويبقى السؤال موجه لنا نحن الآباء وخاصةً من يُردد كلمات الإحباط والفشل في عدم قدرته على تربية أطفاله وغرس القيم فيهم رغم اطلاعه على جميع تلك المصادر ، لماذا مايزال البعض منا يعاني من قصور في الحصول على الثمرة الطيبة رغم قيامه ببذل المزيد من الجهد؟ ولماذا استطاع البعض الآخر الحصول على الثمرة الطيبة في قدرته على غرس القيم في أطفاله.
نحن بحاجة لرؤية البُعد الآخر من الطريق الجميل الذي له التأثير الكبير على أطفالنا، طريق القدوة التي جنى ثمارها من كان قدوةً صالحة لأطفاله ، فحينما نريد أن نغرس أي قيمة من القيم الراقية في أطفالنا، هل فعلاً نحن نتحلى بها ، أو هل قررنا التغيير وبدأنا به ، أم إن البعض منا يتعذر بعدم قدرته على تركها وانه قد فات الأوان متعللاً بأنه قد كبر ومن الصعب عليه نزعها .
أحياناً نسمع عن أب يكذب على أطفاله، لكنه يثور غضباً عندماً يرى طفله يكذب... أوكالذي يتضايق من طفله حينما يعده وعداً ويخلفه وهو في نفس الوقت قد أخلف الكثير من الوعود معهم ، وعندما تسأله لماذا تمنع ابنك عن شيئ انت تقوم به يقول لك أنا أخطأت فهل أجعل ابني يخطأ ؟متجاهلاً ان القدوة هي الصورة الذهنية التي ترتبط في ذهن أطفالنا .
لقد اعتاد معظمنا المرور بتلك المحطات والإطلاع على تلك المصادر ، ولاننكر لما لها من أهمية، لكننا بحاجة للقدوة المتألقة التي لها علاقة بنا نحن الآباء، لكي تسّهل علينا خلق جيل يحمل قيماً راقية تمكنه من تغيير العالم بجعله عالماً أفضل للعيش فيه بسلام.
