المقالات

الإنسان المُعّلم

أ.ذكريات  سند

يذهب كل يوم إلى دوامه في الوقت المحدد، هو ملتزم بأوقات الدوام الرسمي، مواظب على أداء المهام الموكلة إليه، يؤدي كل الأعمال في وقتها المطلوب ونادرا ما يتأخر في تسليمها، ورغم امتداح الإدارة إليه ونعته بالموظف المثالي، كان يستشعر بين الفينة والأخرى شيئا ناقصا بداخله فيبحث عن المصادر الخارجية المادية لعله يغطي شعور النقص لديه.

اتصلوا لأمي لأستئذنها

 أ. فضيلة حمّاد

في يوم التجمع العائلي وبعد الانتهاء من وجبة الغذاء، وأخذ استراحة، خرج مجموعة من أطفال العائلة مع عاملات المنزل للشراء من البقالة المجاورة، إلا إن  سمير رفض الذهاب معهم، ولما سُئل عن السبب قال لأن أمي لا ترضى أن أذهب للبقالة، وطلبت مني استئذانها في حال طلب مني أحد الذهاب معه.

 ولأن سمير كان يرغب في الذهاب معهم  قال "أتصلوا لأمي لأستئذنها"، وأصّر على موقفه حتى تم الاتصال لها وأخبرها  برغبته للذهاب معهم، خاصةً مع وجود العاملات، تحدثت معه وتشاورا وشكرته على إخبارها

دع ابنك يُعبّر عن مشاعره كي لا تجمد

أ.فضيلة حمّاد

جاء سليم مسرعاً لأبيه حاملاً في يده رسمة رسم فيها كعكة جميلة وسط بستان من الورود،  وكتب بجانبها "بابا عيد ملاد سعد " فرح الأب برسمة ابنه وشكره، ولكنه انتبه للأخطاء الإملائية في عبارة " بابا عيد ملاد  سعد" فقال له يابني ان ملاد لاتُكتب هكذا عليك أن تضع حرف الياء بعد الميم لتصبح " ميلاد" وكلمة سعد  لا تُكتب هكذا يابني فضع حرف الياء بعد حرف العين لتصبح " سعيد".

أحفظ سري يا أبي

أ. فضيلة حمّاد

هل جربت أن قلت لأحدٍ سراً خاصاً بك وعرفت بعد ذلك بأنه أفشاه؟ ماهو شعورك؟ هل ستثق به وتقول له سراً مرة ثانية؟ أم إنك ستتردد؟

قد مر معظمنا بهكذا موقف وشعرنا بشعور غير مريح، فكيف بالأطفال اذا أخبروا آبائهم بأمور خاصة واكتشفوا إفشائها للآخرين.

اذا خلص البسكويت خبريني

أ.فضيلة حماد

سأحكي لكم أقصوصة حدثت معي شخصياً فقد كنت جالسة مع أسرتي وإذا بطفلة عمرها ثمان سنوات تقترب مني وتُقدم لي "علبة بسكويت" قائلةً " هذه هدية مني إليك. فرحت بهديتها، وإستانست بعطيتها التي عنت لي الكثير .فاحتضنتها وشكرتها

وتساءلت مع نفسي كيف عرفت إنني أحب هذا البسكويت؟ إلا إنها قاطعتني لتجيبني وكأنها عرفت سؤالي، فقالت أتعرفين لماذا أعطيتك هذا البسكويت لأنني شاهدتك الأسبوع الماضي تأكلينه وعرفت أنك تحبينه، وفعلاً تذكرت إنها كانت بجانبي عندما كنت آكله.

وأكمل أقصوصتي معكم ..

خطوات للتواصل الحيوي مع الأبناء

أ. شفيقة الغسرة 

مع تحديات وصعوبة الحياة ازدادت الضغوطات على الوالدين فأصبح تحقيق التوازن بين التربية وتلبية المتطلبات المعيشية مطلبًا مهما للحفاظ على قوام الأسرة وسد أي ثغرة يتسلل منها أي خطر يداهم هذه الأسرة الصغيرة.

التواصل الحي يعد من المهارات التربوية الضرورية لأنه يساعد على فهم الوالدين لأبنائهم والتعرف على حاجاتهم وطريقة تفكيرهم عن طريق الحوار ومشاركة الأفكار والتفاهم على الأمور التي يستطيعون المشاركة فيها ولا تؤدي إلى خرق قوانين الأسرة، فتنمو بذلك شخصيتهم الاجتماعية والمعرفية وتزيد ثقتهم بأنفسهم وتتعمق العلاقة الأبوية والانتماء الاسري وتتوازن صحتهم النفسية نتيجة شعورهم بالأمن والاستقرار.

تحقيق ذلك لا يبدو سهلا لكن هناك خطوات بسيطة تساعد الآباء على مد حبل الوصال الأسري في ظل تحديات ومتطلبات الحياة المتسارعة، لتحفيز وترطيب العلاقات بين أفراد الأسرة.

الأسئلة الخلاقة

أ.طاهرة شوقي 

إن كل فكرة عظيمة بدأت بسؤال، تلك اللأسئلة الخلاقة التي تحرر مداركنا من معوقاتها وتحرك المياه الراكدة وتطلق العنان للمخيلة للبحث والتقصي والاستكشاف.

هل نحفز أطفالنا على طرح (كل الاسئلة)؟ وكيف يسألونها؟ هل هو لمجرد السؤال؟ فضول أو (تفلسف)؟ أم هو حقا سؤال لتحفيز الوعي وزيادة الإدراك؟ فيكون للسؤال هدف وقيمة حقيقية.
قبل أن نجيب على هذه الأسئلة نحتاج كمربين أن نراجع أسئلتنا اليومية الاعتيادية، ماهي المجالات التي أكثر السؤال فيها؟ وهل أسأل لأجادل مثلا واثبت أني على الصواب والآخر على خطأ وذلك بكثرة طرح الاسئلة التي تربك الآخر (فأحشره في زاوية كما يقولون)؟ أو أطرح أسئلة لأنني (كسول) ولا أريد البحث؟ أو أسأل أسئلة توصلني لطرق مظلمة أو نهايات مغلقة؟ وكيف تكون صياغتي لهذه الأسئلة؟
طريقتنا في طرح الاسئلة كمربين ننقلها بشكل تلقائي للأبناء، فحتى لو كانت اسئلة يومية اعتيادية: أين قميصي؟ فهل سألت قبل أن أبحث أنا بنفسي عن القميص؟

غائب رغم حضوره

أ. نجاح اسماعيل

اعتاد على الدخول لمنزله عبوس الوجه، وكأن هموم الدنيا قد حملها على عاتقه، وعندما يهمّ بفتح الباب، تكادُ تسمع طقطقة أرجل أبنائه، كل واحد منهم تراه يذهب لغرفته، فلقد اعتادوا على ما سيكون عليه الحال بعد عودته، إنه سيّلا من الصراخ والتأفف، ومن ثم يبدأ برنامجه المتكرر، فبعد أن تناول وجبة الغذاء، وقد قدّم لزوجته التعليقات والملاحظات، تراه مرتميًا على أريكته ، وعندما يفتح عينيه بعد غفوة أخذها، يبدأ في تصفح جوّاله، وبعد هنيئة ، يخرج أطفاله من جحورهم، لعل أعصابه قد سكنت وهدأت، وحسُن مزاجه، وعندما يراهم، تراه لا يأبه بحضورهم، بل يبقى متصفحًا لهاتفه، وعندما يُحدثونه يقدّم تعليقًا ساخرًا، أو نصيحة لاذعة، حينها ينظر كل منهم للآخر، تاركين موقعهم معه.

الام وفقدان الجانب الأبوي في التربية

أ. ضوية سيد حسن 

حرصت أمينة على الاهتمام بتربية ابنها اليتيم بشكل مبالغ تعويضا عن فقد أبيه، فأغدقت عليه بالحنان الزائد ملبيةً جميع احتياجاته ورغباته، من تجهيز ملابسه وإعداد طعامه وحتى تأدية واجباته معتمدا عليها في كل أمور حياته، اعتقادا منها أنها تعوضه عن حنان أبيه المفقود.

فلم تتح الفرصة لأخواله وأعمامه المشاركة معها في تربيته، ظنا منها أنها هي الأفضل في تربيته، كونها أمه والأعرف بحاجاته ومشاعره ومتطلباته وظروفه ومشاكله، فتخشى من تعنيفه أو زجره أو حتى تقديم النصح والتوجيه له من قبل الآخرين، وترى أنها هي الأعلم في القيام بمهام تربيته، مما انعكس على ارتباطه وتعلقه الزائد بها.

بيت جدي بستان لا ينضب

أ. فضيلة حمّاد

زارت ريما بيت جدتها يوم الإجازة الأسبوعية، فاحتضنتها الجدة وقالت لها كم أحبك يا صغيرتي! لقد اشتقت إليك، هيا تعالي معي فلقد جهزت لك بعض المأكولات اللذيذة، وأنا اليوم كُلِّي لك فاطلبي ما تريدين.
استلطفت ريما مقولة جدتها " فاطلبي ما تريدين" وانتهزت تلك الفرصة لدغدغةِ قلب جدتها الكبير لتطلب منها ما ترغب فيه، ذلك الذي لم يوفرانه لها والداها.

قالت ريما والدي لا يسمحان لي باستخدام الهاتف النقال ويقولان أنهما يخافان علي وعلى صحتي منه، ولكني أرغب أن ألعب ببعض الألعاب المسلّية فيه، فهل يمكنكِ تلبية طلبي؟ تحيّرت الجدةُ وقالت: يا ليتني لم أقلْ لها اطلبي ما تريدين، ولو أعطيتها خياراتٍ مفيدةً لكان أفضل لها، وفكرت بما الذي عليها فعله الآن؟ لكن مشاعر وعواطف الجدة الحنون غلبتها وقالت في نفسها ماذا سيحدث لو أعطيتها الهاتف النقال وهي مرة واحدة ولن يضرها شيء، فأنا لا أستطيع أن أرفض لها طلباً، أريد أن أراها سعيدة وفرحة...

طلب التأييد بالإعجاب

ولبرنامج "كن حرًا" رأي

طلب التأييد بالإعجاب
أصبح من الشائع أن يشارك الأبناء في مسابقات فنيّة أو ثقافية أو غيرها ويتم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بحيث تعتمد نتائج تلك المسابقات على عدد التأييد الذي يتم الحصول عليه بالضغط على علامة التأييد "لايك". وتبدو العملية منصفة إذ أنّها تعتمد على رأي الجمهور في التقييم، ولكنّها تحمل فجوة واسعة من الممكن أن توجه النتائج بعيدًا عن حقيقة جودة العمل. فنرى العديد من الرسائل التي تُرسل من قبل الآباء والأقرباء تطلب من مستلمها وضع تأييد "لايك" على عمل لأبنائهم المشاركين في المسابقة. فمن الممكن أن يقوم مستلم الرسالة بوضع علامة التأييد "لايك" مع وجود من هم أجدر بها في تلك المسابقة إما حبًا في الطفل وأسرته، أو خوفًا من اتهامه باللامبالاة وعدم احترام تآزر العائلة، أو رغبة في كسب مودة والدي الطفل وأقربائه والقيام بجميل من أجلهم.

أزمةُ "كورونا" وحمايةُ أبنائنا من آثارها- الحلقة الأولى

أ. فضيلة حمّاد

خيارك أن تكون سنداً قوياً لأبنائك يُشعرهم بالأمان
لم يتوقعْ الكثيرُ منَّا بأنَّ " فيروس كورونا "سيجبُرنَا على المكوثِ في البيتِ لحمايةِ أنفسنَا منه، ولم يخطرْ على بالِ أحدٍ بأنَّنا كأفرادِ أسرةٍ سنكونُ متواجدينَ معًا لوقتٍ لا نعرفُ نهايته، فلقد أَجبَر" فيروس كورونا" معظمُ الآباء بالتواجدِ مع أبنائِهم في المنزل، فأصبحوا بينَ خيارين أما اختيارُ ما يجعلُ أبناءَهُم أقوياء، يشعرون معهم بالأمان، وأما الاستسلامُ للواقعِ وما يخلِّفه من توترٍ وقلقٍ وخوف والذي سيتأثرُ به الأبناء.

الداعم الرئيسي لبرنامج "كن حرا"

Image

تابعونا على